بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٨٩) وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠))
(فَمَنْ بَدَّلَهُ) غير وصية الميت (بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ) وزره (عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) يغيرونه ونجا منه الميت (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لوصية الميت ومقالته (عَلِيمٌ (١٨١)) إن جار وإن عدل ، ويقال : عليم بفعل الوصى ، فكانوا ينفذون الوصية كما كانت وإن جار مخافة الوزر حتى نزل : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ) علم من الميت (جَنَفاً) ميلا وخطأ (أَوْ إِثْماً) عمدا فى الجور (فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ) بين الورثة وبين الموصى له ، أى رده إلى الثلث والعدل (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) فلا حرج فى رده (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) للميت إن جار خطأ (رَحِيمٌ (١٨٢)) بفعل الوصى ، ويقال : غفور للوصى رحيم حين رخص عليه الرد إلى الثلث والعدل.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) فرض عليكم (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) ثلاثين يوما مقدم ومؤخر (كَما كُتِبَ) فرض (عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) بالعدد ، ويقال : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) فرض عليكم الصيام بترك الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العتمة أو النوم قبل صلاة العتمة (كَما كُتِبَ) فرض (عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) على أهل الكتاب (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)) تتقوا الأكل والشرب والجماع بعد صلاة العشاء أو النوم قبل صلاة العشاء (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) فى أيام معدودات ثلاثين يوما ، وهذا منسوخ بقوله : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ) وبقوله : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ) ، (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) فليصم من أيام أخر بقدر ما أفطر من شهر رمضان (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) يعنى الصوم والفدية (فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) فليطعم مكان كل يوم أفطر من رمضان نصف صاع من حنطة لمسكين ، وهذه منسوخة بقوله : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) ، ويقال : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) يعنى الفدية ولا يطيقون الصوم مثل الشيخ الكبير ، والعجوز الكبيرة لا يطيقان الصوم (فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) فليطعما مكان كل يوم أفطر من رمضان