بالجماع بعد صلاة العتمة (فَتابَ عَلَيْكُمْ) تجاوز عنكم (وَعَفا عَنْكُمْ) ولم يعاقبكم (فَالْآنَ) حين أحللت لكم (بَاشِرُوهُنَ) جامعوهن (وَابْتَغُوا) اطلبوا (ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) ما قضى الله لكم من ولد صالح ، نزلت فى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) من حين يدخل الليل (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) يعنى يتبين لكم بياض النهار من سواد الليل (مِنَ الْفَجْرِ) بعد الفجر ، (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) إلى دخول الليل ، نزلت فى صرمة ابن مالك بن عدى ، (وَلا تُبَاشِرُوهُنَ) لا تجامعوهن (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ) معتكفون (فِي الْمَساجِدِ) ليلا ونهارا (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ) تلك المباشرة معصية الله (فَلا تَقْرَبُوها) فاتركوا مباشرة النساء ليلا ونهارا حتى تفرغوا من الاعتكاف (كَذلِكَ) هكذا (يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ) أمره ونهيه (لِلنَّاسِ) كما بيّن هذا لهم (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧)) لكى تتقوا من المباشرة فإنها معصية الله ، نزلت فى نفر من أصحاب رسول الله ، صلّى الله عليه ، منهم على بن أبى طالب ، وعمار بن ياسر ، وغيرهما ، كانوا معتكفين فى المسجد فيأتون إلى أهاليهم إذا احتاجوا ويجامعون نساءهم ويغتسلون فيرجعون إلى المسجد ، فنهاهم الله عن ذلك.
ثم نزل فى عبدان بن الأشوع وامرئ القيس : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) بالظلم والسرقة والغصب والحلف الكاذب ، وغير ذلك (وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ) ولا تلجئوا بها إلى الحكام (لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً) لكى تأكلوا طائفة (مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ) والحلف الكاذب (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٨)) ذلك ، فما نظر امرؤ القيس للمال بعد نزول هذه الآية (١).
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) عن زيادة الأهلة ونقصانها لما ذا (قُلْ) يا محمد (هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) علامات للناس لقضاء دينهم ، وعدة نسائهم ، وصومهم وإفطارهم (وَالْحَجِ) وللحج ، نزلت فى معاذ بن جبل حين سأل النبى ، صلّى الله عليه ، عن ذلك (وَلَيْسَ الْبِرُّ) الطاعة والتقوى (بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) بأن تدخلوا البيوت من خلفها فى الإحرام (وَلكِنَّ الْبِرَّ) الطاعة فى الإحرام (مَنِ اتَّقى) الصيد وغير ذلك (وَأْتُوا الْبُيُوتَ) ادخلوا (مِنْ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢ / ١٠٧) ، ومعانى القرآن للزجاج (١ / ٢٤٥) ، وزاد المسير (١ / ١٩٤) ، وتفسير القرطبى (٢ / ٣٣٩) ، والنكت للماوردى (١ / ٢٠٧).