فى الحرم ، فرخص الله لهم ذلك (١). (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ) فإذا رجعتم من عرفات إلى المشعر الحرم (فَاذْكُرُوا اللهَ) باللسان والقلب (عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) على هديكم (وَإِنْ كُنْتُمْ) وقد كنتم (مِنْ قَبْلِهِ) من قبل محمد والقرآن والإسلام (لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨)) الكافرين.
(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) ثم ارجعوا من حيث رجع أهل اليمن (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) لذنوبكم (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لمن تاب (رَحِيمٌ (١٩٩)) لمن مات على التوبة ، نزلت فى أناس يقال لهم : الحمسيون ، كانوا لا يرون الخروج من الحرم إلى عرفات لحجتهم فنهاهم الله عن ذلك ، وأمرهم أن يذهبوا إلى عرفات ويرجعوا من ثمّ (٢) (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ) فإذا فرغتم من سنن حجكم (فَاذْكُرُوا اللهَ) فقولوا : يا الله (كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) كما ذكرتم آباءكم به ، ويقال : اذكروا الله بالإحسان إليكم (كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) كما ذكرتم آباءكم فى الجاهلية بالإحسان (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) أكثر ذكرا من ذكر آباءكم (٣)(فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ) فى الموقف (رَبَّنا آتِنا) أعطنا ، (فِي الدُّنْيا) إبلا وبقرا وغنما وعبيدا وإماء (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (٢٠٠)) من نصيب فى الجنة بحجة (٤).
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ (٢٠١) أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٢٠٢) وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (٢٠٤) وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ
__________________
(١) انظر : أسباب النزول للواحدى (ص ٥٥) ، والعجاب (١ / ٤٩٩) ، والفتح (٨ / ٥٩٤) ، (٣ / ٥٩٤).
(٢) انظر : الفتح (٨ / ١٨٦ ، ١٨٧) ، والعجاب فى بيان الأسباب كلاهما للحافظ (١ / ٥٠٥) ، والدر المنثور (١ / ٥٤٧).
(٣) انظر : أسباب الواحدى (ص ٥٧) ، والعجاب (١ / ٥١١) ، والدر المنثور (١ / ٥٧٧).
(٤) انظر : الدعاء للطبرانى (٢ / ١٢٠٨) ، والعجاب للحافظ (١ / ٥١٦) ، والدر المنثور (١ / ٥٨٨).