(وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) تصيبون الشهادة ، أو الغنيمة (وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً) الجلوس عن الجهاد فى سبيل الله (وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) لا تصيبون الشهادة ولا الغنيمة (وَاللهُ يَعْلَمُ) أن الجهاد خير لكم (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢١٦)) أن الجلوس شر لكم ، نزلت فى سعد بن أبى وقاص ، والمقداد بن الأسود وأصحابهما ، ثم نزلت فى شأن عبد الله بن جحش وأصحابه ، وقتلهم عمرو بن الحضرمى وسؤالهم عن القتال فى شهر رجب ، وملامة المشركين لهم بذلك (١) ، فقال : (يَسْئَلُونَكَ) يا محمد (عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) يقول : يسألونك عن القتال فى الشهر الحرام ، يعنى فى رجب (قُلْ قِتالٌ فِيهِ) فى رجب (كَبِيرٌ) فى العقوبة (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ولكن صرف الناس عن دين الله وطاعته (وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) وصد الناس عن المسجد الحرام (وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ) عقوبة (عِنْدَ اللهِ) من قتل عمرو بن الحضرمى (وَالْفِتْنَةُ) الشرك بالله (أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) من قتل عمرو بن الحضرمى (وَلا يَزالُونَ) يعنى أهل مكة (يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ) يرجعوكم (عَنْ دِينِكُمْ) الإسلام (إِنِ اسْتَطاعُوا) قدروا (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) الإسلام (فَيَمُتْ) ومن يهن (وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت أعمالهم وردت حسناتهم (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) ولا يجزون بها فى الآخرة (وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢١٧)) مقيمون لا يموتون ، ولا يخرجون.
ثم نزل أيضا فى شأن عبد الله بن جحش وأصحابه ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله (وَالَّذِينَ هاجَرُوا) من مكة إلى المدينة (وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) فى قتل عمرو بن الحضرمى الكافر (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ) جنة الله (وَاللهُ غَفُورٌ) لصنيعهم (رَحِيمٌ (٢١٨)) بهم إذ لم يعاقبهم (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) نزلت فى شأن عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، لقوله : اللهم أرنا رأيك فى الخمر؟ فقال الله لمحمد (صلىاللهعليهوسلم) : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) ، عن شرب الخمر والقمار (قُلْ) يا محمد (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ) بعد التحريم (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) قبل التحريم بالتجارة بها (وَإِثْمُهُما) بعد التحريم (أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) قبل التحريم ثم حرم بعد ذلك فى كليهما (٢)(وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) نزلت فى شأن
__________________
(١) انظر : العجاب فى بيان الأسباب (١ / ٥٣٦ ، ٥٣٧).
(٢) انظر : العجاب فى بيان الأسباب للحافظ (١ / ٥٣٩ ، ٥٤٤) ، والدر المنثور (١ / ٦٠٣ ، ٦٠٤) وأسباب النزول للواحدى (ص ٦٢) ، والسيرة لابن هشام (١ / ٦٠٥).