نفقاتكم (حَمِيدٌ (٢٦٧)) محمود فى فعاله ويقال : يشكر اليسير ويجزى الجزيل ، نزلت هذه الآية فى رجل بالمدينة صاحب الحشف (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) يخوفكم الفقر عند الصدقة (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) يمنع الزكاة (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ) لذنوبكم بإعطاء الزكاة (وَفَضْلاً) خلفا وثوابا فى الآخرة (وَاللهُ واسِعٌ) بالخلف والمغفرة للذنوب (عَلِيمٌ (٢٦٨)) بنياتكم وصدقاتكم ، ثم ذكر كرامته فقال : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ) يعنى النبوة لمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ويقال : تفسير القرآن ، ويقال : إصابة القول والفصل والرأى (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) إصابة القول والفعل والرأى (فَقَدْ أُوتِيَ) أعطى (خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ) يتعظ بأمثال القرآن والحكمة (إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٦٩)) ذوو العقول من الناس (١) (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ) فى سبيل الله (أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) فى طاعة الله فوفيتم به.
(فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) يقبله إذا كان لله ويثيب عليها (وَما لِلظَّالِمِينَ) للمشركين (مِنْ أَنْصارٍ (٢٧٠)) من مانع من عذاب الله ، ثم ذكر صدقة السر والعلانية لقولهم أيهما أفضل.
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٧١) لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٢٧٢) لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢٧٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥) يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا
__________________
(١) وقيل : الحكمة : العلم والفقه وغير ذلك ، فقد ذكر ابن الجوزى فى زاد المسير (١ / ٣٢٤) أحد عشر قولا فى معنى الحكمة.