وبين السامانيين والغزنويين (١) ، وبين البويهيين والحمدانيين (٢).
وهذا الأمر ولّد حالة من عدم الاستقرار السياسي ، جعلت حكام هذه الدويلات يعملون السيف في الناس بالبطش والترهيب ؛ لتثبيت أركان حكمهم ، وردع الموالين لأعدائهم ، خوفا من زوال سلطانهم واجتثاث كياناتهم.
وكانت أبرز هذه الدويلات [دولة بني بويه](٣) التي تأسست سنة ٣٢٠ ه ، واستمر حكمها حتى سنة ٤٤٧ ه ، وسيطرت خلال هذه الفترة على بلاد فارس المترامية الأطراف ومنها : أصفهان التي ينتمي إليها : [الراغب الأصفهاني] ، بل بلغ من قوتها أن أخضعت العراق وعاصمة الخلافة [بغداد] لسيطرتها في عام ٣٣٤ ه على يد معز الدولة بن بويه (٤) ، وأصبح الخليفة في بغداد مجرد رمز يتحكم
__________________
(١) انظر : الكامل (٧ / ١٩٦) ، والبداية والنهاية (١١ / ٣٤٧).
(٢) انظر : الكامل (٨ / ١٠) و (٧ / ٩٢) ، والبداية والنهاية (١١ / ٢٢٦).
(٣) ينتسب بنو [بويه] إلى بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك بن سابور الملك ، ورغم نسبهم الفارسي العريق ، فقد كان أبو شجاع بن بويه والد الإخوة الثلاثة عماد الدولة الحسن وركن الدولة الحسين ومعز الدولة أحمد فقيرا مدقعا يعمل بصيد السمك ، حتى قيّض الله لأبنائه الاتصال بملك يقال له مرداويج فأكرمهم ، واستعمل أحدهم وهو عماد الدولة على الكرخ ثم استولى عماد الدولة على أصفهان وأذربيجان وبلدانا كثيرة ، وبذلك نشأت دولة بني بويه. انظر : البداية والنهاية (١١ / ١٨٥).
(٤) واستمر حكم [معز الدولة] حتى توفي سنة ٣٥٦ ه فخلفه ابنه [بختيار] الذي مال إلى حياة اللهو والترف ، فاضطربت أمور دولته حتى استولى ابن عمه [عضد الدولة] على الحكم ، وقبض على بختيار سنة [٣٦٤ ه] واستمر حكمه حتى توفي سنة [٣٧٢ ه] فخلفه ابن المرزبان أبو كاليجار ولقبه [صمصام الدولة] ولم يستتب الأمر له طويلا ، إذ وثب على الملك أخوه [شرف الدولة] سنة [٣٧٦ ه] ، واعتقله في إحدى قلاع فارس ،