فيه البويهيون ، وصار لحكام بني بويه القدرة على عزل الخليفة ، بل وتأديبه وسجنه إذا لزم الأمر.
ذكر ابن كثير في أحداث سنة ٣٣٤ ه أنّ : «معز الدولة [البويهي] حضر ـ في بغداد ـ إلى مجلس الخليفة العباسي [المستكفي بالله] ، فجلس على سرير بين يدي الخليفة ، وجاء رجلان من الديلم فمدا أيديهما إلى الخليفة ، فأنزلاه عن كرسيّه ، وسحباه ، فعلقت عمامته في حلقه ، ونهض معز الدولة ، وسبق الخليفة ماشيا إلى دار معز الدولة فاعتقل بها ، وأحضر [أبو القاسم بن المقتدر] فبويع بالخلافة وسملت عينا [المستكفي] ، وأودع السجن ، فلم يزل به
__________________
ـ وبعد وفاة [شرف الدولة] سنة [٣٧٩ ه] تولى الأمر [بهاء الدولة] مع منافسة شديدة من قبل [فخر الدولة البويهي] ، الذي كانت له الري وهمذان وأصبهان ، وكان طامعا في الاستيلاء على العراق بتشجيع من وزيره : الصاحب بن عبّاد الكاتب المشهور ؛ ولم يكد [بهاء الدولة] ينتصر على [فخر الدولة] حتى بدأت المعارك بينه وبين [صمصام الدولة] ، الذي سلب الحكم منه سنة [٣٧٦ ه] ولم تنقطع هذه المعارك إلا بمقتل [صمصام الدولة] في سنة [٣٨٨ ه] ، «ولم يكن في ملوك بني بويه أظلم من [بهاء الدولة] ولا أقبح سيرة منه» وقد توفي سنة ٤٠٣ ه فخلفه ابنه أبو شجاع [سلطان الدولة] الذي غادر بغداد سنة [٤١١ ه] قاصدا الأهواز ، واستخلف أخاه [مشرف الدولة] وفي سنة [٤١٦ ه] دخل [جلال الدولة البويهي] بغداد وتسلّم الأمر فيها على ضعف وسوء تدبير أدى إلى تزايد نفوذ الأتراك ، حتى باتوا يتدخلون في تولية سلاطين بني بويه وعزلهم ، وتعرض [جلال الدولة] للإخراج من بغداد ، ثم إعادته إليها أكثر من مرة على يد الأجناد من الترك. وبعد وفاة جلال الدولة سنة [٤٣٥ ه] سارع أبو كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة إلى بغداد ، فاستولى على حكم الدولة البويهيّة فيها وفي سنة [٤٤٠ ه] توفي أبو كاليجار ، وتولى الملك بعده ولده [الملك الرحيم أبو نصر] الذي سقطت الدولة البويهيّة في عهده سنة [٤٤٧ ه] فكان آخر ملوكها. انظر : الكامل (٨ / ٤٤ وما بعدها) ، والبداية والنهاية / ١١ / ٢٢٥ وما بعدها).