مسجونا حتى كانت وفاته في سنة [٣٣٨ ه]» (١).
«ثم بويع لأبي القاسم بن المقتدر بالخلافة وسمّي [المطيع لله] وضعف أمر الخلافة جدّا حتى لم يبق للخليفة أمر ولا نهي ولا وزير أيضا ، وإنما يكون له كاتب على إقطاعه ، وإنما الدولة ومورد المملكة ومصدرها راجع إلى معز الدولة [البويهي](٢) ، واستمر الحكام من بني بويه على هذه الحال من الهيمنة على الخلافة وعاصمتها (٣) ، حتى بدأ شأنهم يضعف بكثرة النزاعات على الحكم فيما بينهم (٤) ، فاستطاع السلاجقة الأتراك أن يوطدوا أمر دولتهم على انقاض دولة بني بويه ، وتوّج ذلك بدخول [طغرلبك] إلى بغداد ، وتسلّمه زمام الأمر والنهي فيها ، واعتقاله [الملك الرحيم] آخر ملوك بني بويه» (٥).
وكان السلاجقة قبل ذلك قد استولوا على [أصفهان] والري وجرجان وطبرستان وخوارزم وأذربيجان (٦) ؛ واستمر [طغرلبك] في الحكم حتى توفي سنة [٤٥٥ ه] ، فخلفه ابن أخيه [ألب أرسلان]
__________________
(١) انظر : البداية والنهاية (١١ / ٢٢٦) بتصرف يسير. والكامل (٦ / ٣١٤).
(٢) انظر : المصدر السابق ، نفس الجزء والصفحة ، بتصرف يسير.
(٣) في سنة ٣٦٣ ه عزل البويهيون الخليفة العباسي المطيع لله وولّوها للطائع بالله ، وفي سنة ٣٨١ ه عزل البويهيون الطائع لله عن الخلافة وولّوها القادر بالله. انظر : الكامل (٧ / ٥٣) و (٧ / ١٤٧).
(٤) انظر : الكامل (٧ / ٢٣٧) و (٧ / ١٣٨) و (٧ / ١٩٢) و (٧ / ٣٢٨) و (٧ / ٣٤٩) و (٨ / ٣٨).
(٥) انظر : الكامل (٨ / ٧٠ ، ٧١) ، والبداية والنهاية (١٢ / ٧١) ، وقد كانت مدة ولاية البويهيين على بغداد وعاصمة الخلافة قريب المائة وعشر سنين.
(٦) انظر : الكامل (٨ / ٣٠ و ٣٣ و ٣٤ و ٥٤) ، والبداية والنهاية (١١ / ١٢ / ٥٣ و ٥٤ و ٦٦).