حتى توفي سنة [٤٦٥ ه] ، وخلفه ابنه [ملك شاه] ، الذي توسع ملكه حتى شمل حلب وترمذ واليمن وبلاد ماوراء النهر ، وكانت وفاته سنة ٤٨٥ ه.
في ظل هذه الصراعات السياسيّة والعسكرية في مناطق العراق وأصفهان وبلاد فارس وتنازع هذه الدويلات مع بعضها البعض من جهة ، وتنازع ملوك هذه الدويلات وتطاحنهم على الحكم من جهة أخرى ، نشأ [الراغب الأصفهاني] في هذه البيئة غير المستقرة سياسيّا.
وفي تلك الفترة «انتشرت مذاهب الرافضة في عامّة بلاد المغرب ، ومصر ، والشام ، وديار بكر ، والكوفة ، والبصرة ، وبغداد وجميع العراق ، وبلاد خراسان ، وماوراء النهر ، مع بلاد الحجاز ، واليمن ، والبحرين وكان الحكم في أغلب هذه الأقاليم لهم كالفاطميين وبني بويه وغيرهم» (١) ، مما حدا ببعض الباحثين إلى تسمية القرن الرابع الهجري ب : «عصر الحكم الرافضي» (٢).
وقد عرف [البويهيون] الذين عاش [الراغب الأصفهاني] في ظل حكمهم أكثر حياته بالتشيع لآل البيت ونصرة مذهب الرافضة ، حتى قال عنهم ابن كثير : «وكلهم فيهم تشيّع ورفض» (٣).
ويذكر ابن كثير في أحداث سنة ٣٤٧ ه أن البلاد : «امتلأت
__________________
(١) انظر : الخطط للمقريزي ٣ / ٣٠٥.
(٢) الراغب الأصفهاني وجهوده في التفسير ، شلواح المطيري ص (٦).
(٣) البداية والنهاية (١١ / ٣٢٨).