رفضا وسبّا للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين ، وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسان ، وغير ذلك من البلاد كانوا رفضا ، وكذلك الحجاز وغيره ، وغالب بلاد المغرب ، فكثر السبّ والتكفير منهم للصحابة» (١).
وفي سنة ٣٥١ ه «رفع المنافقون رؤوسهم في بغداد ، وقامت الدولة الرافضة ، وكتبوا على أبواب المساجد : لعنة معاوية. ولعنة من غصب فاطمة حقها من فدك ـ يعنون أبا بكر الصديق ـ. ولعنة من أخرج العباس من الشورى ـ يعنون عمر بن الخطاب ـ. ولعنة من نفى أبا ذر ـ يعنون عثمان بن عفان ـ فمسحته أهل السنة في الليل ، فأمر معز الدولة ـ البويهي ـ بإعادته. فأشار عليه الوزير المهلبي أن يكتب : «ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد ، ولعنة معاوية فقط» (٢).
فهذا النص يوضح مدى تبني معز الدولة البويهي لمذهب الشيعة ، وتأييده لمعتقد الروافض إلى الحد الذي دفعه إلى إقرار كتابة لعن الخلفاء الثلاثة ومعاوية ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ على أبواب المساجد ، متحديا بذلك أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا يشكلون إذ ذاك غالبية أهل بغداد ، ومع ذلك فلم يستطيعوا منع هذه الكتابات المسيئة للصحابة ، ولم يقدروا على محوها إلا بالليل خفية ، بسبب تأييد حكام بني بويه لمذهب الرافضة.
__________________
(١) انظر : البداية والنهاية (١١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨).
(٢) انظر : العبر ، للذهبي ٢ / ٨٦ بتصرف يسير. وانظر : البداية والنهاية (١١ / ٢٥٦).