قال : ولما كان عيسى صادقا في الدنيا والآخرة نفعه صدقه. ثم بيّن تعالى ثوابهم فقال : (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) وأكد معنى ذلك بقوله تعالى : (أَبَداً) ولما كان ذلك لا يتمّ إلا برضا الله تعالى قال : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بطاعته (وَرَضُوا عَنْهُ) بثوابه (ذلِكَ) أي : هذا الأمر العليّ لا غيره (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وأمّا الكاذبون في الدنيا فلا ينفعهم صدقهم في ذلك اليوم كالكفار لمّا يؤمنون عند رؤية العذاب.
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي : خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها (وَما فِيهِنَ) من إنس وجنّ وملك وغيرهم ملكا وخلقا ، وأتى بما دون من تغليبا لغير العاقل (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب ، قال السيوطي : وخصّ العقل ذاته فليس عليها بقادر ، وقول البيضاوي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني يتنفس في الدنيا» (١) حديث موضوع.
__________________
(١) الحديث لم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث التي بين يدي.