الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر خيره وشرّه ، قال : فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال : نعم ثم قال : ما الإحسان قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك قال : فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت قال : نعم ثم قال فمتى الساعة يا رسول الله فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله : إنّ الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت» (١).
(إِنَّ اللهَ) أي : المختص بأوصاف الكمال (عَلِيمٌ) أي : شامل علمه للأمور كلها كلياتها وجزئياتها ، فأثبت العلم المطلق لنفسه سبحانه بعد أن نفاه عن الغير في هذه الخمس (خَبِيرٌ) أي : يعلم خبايا الأمور وخفايا الصدور ، كما يعلم ظواهرها وجلاياها كل عنده على حدّ سواء فهو الحكيم في ذاته وصفاته ، ولذلك أخفى هذه المفاتيح عن عباده ؛ لأنه لو أطلعهم عليها لفات كثير من الحكم باختلال هذا النظام على ما فيه من الأحكام فقد انطبق آخر السورة بإثبات العلم والخبر مع تقرير أمر الساعة التي هي مفتاح الدار الآخرة على أوّلها المخبر بحكمة صفته التي من علمها حق علمها وتخلق بما دعت إليه وحضت عليه ، لا سيما الإيقان بالآخرة كان حكيما. فسبحان من هذا كلامه وتعالى كبرياؤه وعز مرامه. وما رواه البيضاوي تبعا للزمخشري من أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقا يوم القيامة ، وأعطي من الحسنات عشرا بعدد من عمل المعروف ونهى عن المنكر» (٢) حديث موضوع.
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣١٩ ، ٤ / ١٢٩ ، ١٦٤ ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ١٧٠.
(٢) ذكره الزمخشري في الكشاف ٣ / ٥١٢.