متعلّق ب (شُهَداءَ) ، هذا هو الظاهر الذي فسّر عليه الناس ، وأنّ هذه الشهادة المذكورة هي في الحقوق ، ويحتمل أن يكون المعنى : شهداء لله بالوحدانيّة ، ويتعلّق قوله : (وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) ، ب (قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) / ، والتأويل الأول أبين ، وشهادة المرء على نفسه هو إقراره بالحقائق.
قال ص : وقوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً) : ضمير «يكن» عائد إلى المشهود عليه ، والضمير في «بهما» عائد على جنسي الغنيّ والفقير. انتهى.
قال ع (١) : وقوله : (أَوْلى بِهِما) : أي : هو أنظر لهما ، وروى الطبريّ (٢) ؛ أنّ هذه الآية هي بسبب نازلة بني أبيرق ، وقيام من قام فيها بغير القسط.
وقوله تعالى : (فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى) : نهي بيّن ، واتباع الهوى مرد مهلك.
وقوله تعالى : (أَنْ تَعْدِلُوا) يحتمل أن يكون معناه : مخافة أن تعدلوا ، ويكون العدل هنا بمعنى العدول عن الحقّ ، ويحتمل أن يكون معناه : محبّة أن تعدلوا ، ويكون العدل
__________________
ـ قال العراقي في «طرح التثريب» (٢ / ٤) : رواه الرشيد العطار في بعض تخاريجه وهو وهم أيضا.
وقال ابن حجر في «تخريج أحاديث المختصر» (٢ / ٢٤٦) : أخرجه الرشيد العطار في فوائده بسند ضعيف.
٤ ـ حديث علي بن أبي طالب :
قال الحافظ العراقي في «طرح التثريب» (٢ / ٤) : رواه محمد بن ياسر الجياني في نسخة من طريق أهل البيت إسنادها ضعيف.
وقال الحافظ ابن حجر في «تخريج أحاديث المختصر» (٢ / ٢٤٦) : أخرجه أبو علي بن الأشعث وهو واه جدا.
٥ ـ حديث هزال بن يزيد الأسلمي :
أخرجه الحاكم في «تاريخ نيسابور» ، كما في «تخريج أحاديث المختصر» (٢ / ٢٤٨) في ترجمة أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، من طريق محمد بن يونس ، عن روح بن عبادة ، عن شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن ابن هزال عن أبيه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ... فذكره. قال الحاكم : ذكرته لأبي علي الحافظ فأنكره جدا ، وقال لي : قل لأبي بكر لا يحدث به بعد هذا. ا ه.
قال الحافظ : محمد بن يونس شيخه هو الكديمي وهو معروف بالضعف ، والمحفوظ بالسند المذكور قصة ماعز فلعله دخل عليه حديث في حديث ، وهزال هو ابن يزيد الأسلمي وهو صحابي معروف ، واسم ابنه نعيم وهو مختلف في صحبته ا ه.
قلت : مما سبق تبين أن حديث «إنما الأعمال بالنيات» لم يصح إلا من حديث عمر.
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ١٢٣)
(٢) ينظر : الطبري (٤ / ٣٢٠)