[المائدة : ٤].
قال ع (١) : وأصوب ما يقال في هذه الآية : أن تعمّم ألفاظها بغاية ما تتناول ، فيعمّم لفظ المؤمنين في مؤمني أهل الكتاب ، وفي كلّ مظهر للإيمان ، وإن لم يبطنه ، وفي المؤمنين حقيقة ، ويعمّم العقود في كلّ ربط بقول موافق للحق والشّرع.
وقوله تعالى : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) اختلف في معنى (بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ).
فقال قتادة وغيره : هي الأنعام كلّها.
ع (٢) : كأنه قال : أحلّت لكم الأنعام. وقال الطبريّ (٣) : قال قوم : بهيمة الأنعام : وحشها ، وهذا قول حسن ؛ وذلك أنّ الأنعام هي الثمانية الأزواج ، وانضاف إليها من سائر الحيوان ما يقال له : أنعام بمجموعه معها ، والبهيمة في كلام العرب : ما أبهم من جهة نقص النّطق والفهم.
__________________
ـ سليمان بن داود ، حدثني الزهري ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده.
وصححه ابن حبان ، والحاكم ، ووافقه الذهبي.
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على «المحلى» (١ / ٨٢) : وهو إسناد صحيح ، وأخرجه مالك (٢ / ٨٤٩) كتاب «العقول» ، باب ذكر العقول ، حديث (١) ، والشافعي في «الأم» (٨ / ٥٧١) ، والنسائي (٨ / ٦٠) كتاب القسامة ، والبيهقي (٨ / ٧٣ ، ٨٢) كلهم من طريق عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه «أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمرو بن حزم في العقول : «أن في النفس مائة من الإبل ، وفي الأنف إذا أوعى جدعا مائة من الإبل ، وفي المأمومة ثلث الدية ، وفي الجائفة مثلها ، وفي العين خمسون ، وفي الرجل الواحدة خمسون ، وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل ، وفي السن خمس ، وفي الموضحة خمس».
وأخرجه عبد الرزاق مختصرا (٩ / ٣١٦) رقم (١٧٣٥٨) من طريق معمر ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن جده. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الدارمي (١ / ٣٨١) ، وابن خزيمة (٤ / ١٩) رقم (٢٢٦٩) ، والدار قطني (٣ / ٢١٠) رقم (٣٧٩) ، وتابع معمرا ابن إسحاق.
أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (٥ / ٤١٣ ـ ٤١٥).
وأخرجه النسائي (٨ / ٥٩) كتاب «القسامة» ، من طريق ابن وهب ، ثنا يونس بن يزيد ، عن الزهري قال : قرأت كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعمرو بن حزم ، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم.
وأخرجه الدار قطني (٣ / ٢٠٩) رقم (٣٧٧) من طريق محمد بن عمارة ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : كان في كتاب عمرو بن حزم ... فذكره.
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ١٤٤)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ١٤٤)
(٣) ينظر : الطبري (٤ / ٣٨٩)