قال ابن العربي : وفي بعض الآثار : «ما من نعمة عظمت إلا والحمد لله أعظم منها» (١). انتهى.
قال ع (٢) : و (جَعَلَ) هاهنا بمعنى : «خلق» ، ولا يجوز غير ذلك.
قال قتادة ، والسّدّيّ ؛ وجمهور من المفسرين : الظلمات الليل ، والنور النهار.
وقالت فرقة : الظّلمات الكفر ، والنور الإيمان.
قال / ع (٣) : وهذا على جهة التّشبيه صحيح ، وعلى ما يفهمه عبّاد الأوثان غير جيد ؛ لأنه إخراج لفظ بين في اللغة عن ظاهره الحقيقي إلى باطن لغير ضرورة ، وهذا هو طريق اللّغز الذي برىء القرآن منه ، والنور أيضا هنا للجنس.
وقوله تعالى : (ثُمَ) دالة على قبح فعل الذين كفروا ؛ لأن المعنى : أن خلقه السّموات والأرض ، وغيرها الموجبة لحمده ، وتوحيده قد تقرر ، وآياته قد سطعت ، وإنعامه بذلك على العباد قد تبيّن ، فكان الواجب عليهم إخلاص التوحيد له ، ثم هم بعد هذا كله بربّهم يعدلون ؛ أي : يسوّون ، ويمثلون ، وعدل الشيء قرينه ومثيله.
و (الَّذِينَ كَفَرُوا) في هذا الموضع كل من عبد شيئا سوى الله إلا أن السّابق من حال النبيّ صلىاللهعليهوسلم أن الإشارة إلى عبدة الأوثان من العرب ؛ لمجاورتهم له ، ولفظ الآية أيضا يشير إلى المانويّة العابدين للنور ، القائلين : إن الخير من فعل النور ، والشر من فعل الظلام.
وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) فالمعنى : خلق آدم من طين.
وقوله سبحانه : (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) اختلف في هذين الأجلين ، فقال الحسن بن أبي الحسن وغيره : (أَجَلاً) أجل الإنسان من لدن ولادته إلى موته ،
__________________
ـ وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨ / ٢٢) وقال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وذكره الحافظ في «المطالب العالية» (٣ / ٣٥) رقم (٢٨١٢) وعزاه إلى أبي بكر ، وأحمد بن منيع ، والحارث ، وأبي يعلى.
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ١٤٣) برقم (١٣٠٤٣) عن السدي ، وذكره ابن عطية في «تفسيره» (٢ / ٢٦٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٦) ، وعزاه لابن جرير.
(٢) ينظر : «المحرر» (٢ / ٢٦٥)
(٣) ينظر : «المحرر» (٢ / ٢٦٦)