الشاعر المجدد الأُستاذ الظالمي
وبعد ، فلست أدري كيف وصلتني قصائدك «دروب الضباب» ، وكيف تووارت فجأة قبل أن أقرأ شيئاً منها ، ثم ظهرت فجأة بين مجاميع صغيرة كنت قد احتجزتها في دولاب الملابس ؛ لئلا تضيع في ركام الكتب ، وشاء تعب الغبوق أن يظهر بلا نشدان ، وهو مليء بالعسل والخمر ، يتهادى كما تتهادى النسمات الشفيفة بين ظلال النخيل على شواطئ الفرات.
إنّ هذه المجموعة صوتٌ متموج من أصوات الشعر العربي ، الذي لم تؤثر فيه عوامل الزيغ والانحراف ، التي جرفت الصبيان من أعداء التراث الأصيل.
أيها الشاعر المجدّد ، معذرة إذا لم أستوف ما ينبغي استيفاؤه من الحديث عن جوانب الأصالة في هذا العمل الذي قدمته لقراء الشعر العربي ، فإنّ ذلك ممّا يحتاج إلى وقت غير قصير ، وإلى هدوء وفكر ، وإلى جسم بلا مرضٍ ولا شيخوخة.
مجموعتك هذه هدية ثمينة ، هي في المكان اللائق بين الهدايا التي تعتزّ بها مكتبتي ، وقد قرأتُ قصائدها الرائعة