بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين ، وصلى الله على سيّدنا ونبيّنا خاتم المرسلين أبي القاسم محمد وآله الطاهرين.
النص الأدبي كائنٌ حي ، يولد وينشأ في أجواء حيّة ، ويتعاطى ما تتعاطاه الكائناتُ الحيّة ، وجمهورُ المتلقّين لا يحيد عن هذا الاتجاه ، وهو البطلُ الحقيقي الذي تسلّط عليه الأضواء في كلّ عملية شعرية ، أمّا الآخرون ـ بما فيهم النقّاد ـ فهم الخط الثاني على هامش العمل الشعري.
ومن هنا لا نرغب أن تكون هناك قطعيةٌ بين الشاعر وجمهوره ؛ بسبب تحميل نصِّهِ الإبداعي فوق إدراك من يرافقه إلى آخر المطاف.
نعم نحن لا ننكر القيمةَ المضافةَ إلى النصِّ الأدبي من عمليات التداخل المعرفي ، ولكنّها في كثير من الأحيان تجيء على حساب القيمة الأساسية للنصِّ وسلطته ، بل إنّ هذا التداخل هو الذي أدّى إلى هذه الهوّة الكبيرة ، بل إلى القطيعة بين الشاعر والجمهور ، وراج كلّ واحدٍ منهما يعيش