بأننا سنكون شعراء في المستقبل القريب ، أمّا ما يقوم به سماحة الشيخ الخاقاني ، فقد كان مولعا بقراءة كلّ ما هو جديد ، من كتب الأدب والمجلات وحتى الصحف اليومية ، وهو رجل دين قد لا يسمح له بمثل هذا ، ولكنه على كلّ حال ومع منزلته العلمية يرغب بالاطلاع على ما يستجد ، وكنا نقرأ ما يحمله إلينا ، أمّا في داره ليلة الخميس والجمعة ، أو نأخذه على سبيل الاستعارة من واحد لآخر.
في هذه الفترة لم تقتصر قراءتنا على ما نسمعه من شعراء الرابطة ، والآخرين من شعراء النجف ، بل أخذنا نتابع ـ بإلحاح ـ كبار شعرائنا أمثال الشيخ علي الشرقي ، والجواهري ، وما يصل إلينا من شعر بدوي الجبل ، وعمر أبو ريشة ، وبشارة الخوري ، وايليا أبو ماضي ، وغيرهم ، ومع هذا فنحن جميعا لم نعرض عمّا جاء به الشعر الحر من داخل العراق وخارجه ، وكانت نظرتنا له أنّه لا يختلف تماماً عن الشعر العمودي الأصيل ، حين يكون شعرا ذا معاناة وتجربة يتضمنها عند قراءتك له.
الآن بدأنا نزجّ بأنفسنا في المحافل الخاصّة ، ونسمع الحاضرين شعرنا من غير اكتراث أو تردّد ، بعد ذلك بقليل دخلنا باطمئنان المحافل العامة ، وتبين لنا أنّنا شعراء ، ما دام