المستقبل. فالمستقبل هو المحرك لأي نشاط من النشاطات التاريخية. والمستقبل معدوم فعلا وانما يحرك من خلال الوجود الذهني الذي يتمثل فيه هذا المستقبل.
اذن ، الوجود الذهني هو الحافز والمحرك والمدار لحركة التاريخ ، وهذا الوجود الذهني يجسد من ناحية جانبا فكريا وهو الجانب الذي يضم تصورات الهدف ، وايضا يمثل من جانب آخر الطاقة الارادة التي تحفز الانسان نحو هذا الهدف وتنشطه للتحرك نحو هذا الهدف. اذن هذا الوجود الذهني الذي يجسد المستقبل المحرك ، هذا الوجود الذهني يعبر بجانب منه عن الفكر وفي جانب آخر منه عن الارادة ، وبالامتزاج بين الفكر والارادة تتحقق فاعلية المستقبل ومحركيته للنشاط التاريخي على الساحة الاجتماعية.
وهذان الامران الفكر والارادة هما في الحقيقة المحتوى الداخلي الشعوري للانسان ، ان المحتوى الداخلي الشعوري للإنسان يتمثل في هذين الركنين الاساسيين وهما الفكر والارادة. اذن المحتوى الداخلي للانسان هو الذي يصنع هذه الغايات ، ويجسد هذه الاهداف من خلال مزجه بين فكرة وإرادة.