الفقهي وإثراء الدراسات العلمية في هذا المجال بقدر ما ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على اعاقة الفكر الاسلامي القرآني عن النمو المكتمل وساعد على اكتسابه حالة تشبه الحالات التكرارية حتى نكاد نقول ان قرونا من الزمن متراكمة مرت بعد تفاسير الطبري والرازي والشيخ الطوسي ، لم يحقق فيها الفكر الاسلامي مكاسب حقيقية جديدة ، وظل التفسير ثابتا لا يتغير إلا قليلا خلال تلك القرون على الرغم من ألوان التغير التي حفلت بها الحياة في مختلف الميادين وسوف يتضح إن شاء الله تعالى من خلال المقارنة بين الاتجاهين : الاتجاه التجزيئي والإتجاه التوحيدي ، السبب والسر الذي يكمن وراء هذه الظاهرة.
لما ذا كانت الطريقة التجزيئية عاملا في إعاقة النمو؟ ولما ذا تكون الطريقة الموضوعية والاتجاه التوحيدي عاملا في النمو والابداع وتوسيع نطاق حركة الاجتهاد؟ لكي نعرف لما ذا كان هذا ولما ذا كان ذاك؟ يجب أن نكوّن انطباعات أوضح وأكثر تحديدا عن هذين الاتجاهين : الإتجاه التجزيئي ، والاتجاه التوحيدي ، وإنما يتضح ذلك بعد ان نشرح بعض أوجه الاختلاف بين الاتجاهين. ويمكن توضيح بعض أوجه الاختلاف بين هذين الاتّجاهين التفسيريين فيما يلي :.