أولا : إن المفسر التجزيئي دوره في التفسير على الأغلب سلبي فهو يبدأ أولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا أو مقطعا قرآنيا دون أي افتراضات او طروحات مسبقة ويحاول أن يحدد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه به اللفظ مع ما يتاح له من القرائن المتصلة والمنفصلة ، العملية في طابعها العام ، عملية تفسير نص معين وكأن دور النص فيها دور المتحدث ودور المفسر هو الاصغاء والتفهم وهذا ما نسميه بالدور السلبي ، المفسر هنا شغله أن يستمع لكن بذهن مضيء ، بفكر صاف ، بروح محيطة بآداب اللغة وأساليبها ، في التعبير بمثل هذه الروح ، بمثل هذه الذهنية وبمثل هذا الفكر يجلس بين يدي القرآن ليستمع فهو ذو دور سلبي والقرآن ذو دور ايجابي والقرآن يعطي حينئذ وبقدر ما يفهم هذا المفسر من مدلول اللفظ يسجل في تفسيره.
وخلافا لذلك المفسر التوحيدي والموضوعي فانه لا يبدأ عمله من النص بل من واقع الحياة يركز نظره على موضوع من موضوعات الحياة العقائدية او الاجتماعية او الكونية ويستوعب ما اثارته تجارب الفكر الانساني حول ذلك الموضوع من مشاكل وما قدمه الفكر الانساني من حلول ، وما طرحه التطبيق التاريخي من اسئلة ومن نقاط فراغ ثم