اذن هذا المثل الاعلى بحسب الحقيقة يحدث تغييرا كيفيا على المسيرة لانه يعطي الشعور بالمسئولية ، وهذا الشعور بالمسئولية ليس أمرا عرضيا ، ليس أمرا ثانويا في مسيرة الانسان ، بل هذا شرط أساسي في امكان انجاح هذه المسيرة وتقديم الحل الموضوعي للتناقض الانساني ، للجدل الانساني ، لان الانسان يعيش تناقضا ، الإنسان بحسب تركيبه وخلقته يعيش تناقضا ، لانه هو تركيب من حفنة من تراب ونفحة من روح الله سبحانه وتعالى كما وصفت ذلك الآيات الكريمة.
الآيات الكريمة قالت بان الانسان خلق من تراب ، وقالت بانه نفخ فيه من روحه سبحانه وتعالى.
اذن فهو مجموع نقيضين اجتمعا والتحما في الانسان ، حفنة التراب تجره الى الارض ، تجره الى الشهوات الى الميول ، تجره الى كل ما ترمز اليه الارض من انحدار وانحطاط وروح الله سبحانه وتعالى التي نفخها فيه تجره الى أعلى تتسامى بانسانيته الى حيث صفات الله ، الى حيث اخلاق الله ، تخلقوا باخلاق الله ، الى حيث العلم الذي لا حد له والقدرة التي لا حد لها ، الى حيث العدل الذي لا حد له ، الى حيث الجود والرحمة والانتقام ، الى