الاعلى. لا بد من صلة موضوعية بين هذا الإنسان وهذا المثل الاعلى ، بينما المثل الاخرى السابقة كانت انسانية ، كانت افرازا بشريا لا حاجة الى افتراض صلة موضوعية ، نعم هناك طواغيت وفراعنة على مر التاريخ نصبوا من انفسهم صلات موضوعية بين البشرية وبين آلهة الشمس ، وآلهة الكواكب ولكنها صلة موضوعية مزيفة لان الإله هناك كان وهما ، كان وجودا ذهنيا ، كان افرازا انسانيا ، اما هنا المثل الاعلى منفصل عن الانسان ولهذا كان لا بد من صلة موضوعية تربط هذا الانسان بذلك المثل الاعلى.
وهذه الصلة الموضوعية تتجسد في النبي في دور النبوة ، فالنبي هو ذلك الانسان الذي يركب بين الشرط الاول والشرط الثاني بأمر الله سبحانه وتعالى ، بين رؤية ايديولوجية واضحة للمثل الاعلى وطاقة روحية مستمدة من الايمان بيوم القيامة ، يركب بين هذين العنصرين ثم يجسد بدور النبوة ، الصلة بين المثل الاعلى والبشرية ليحمل هذا المركب الى البشرية بشيرا ونذيرا هذا ثالثا.
ورابعا ـ البشرية بعد ان تدخل مرحلة يسميها القرآن مرحلة الاختلاف على ما يأتي ان شاء الله شرحه في الدروس القادمة سوف لن يكفي مجيء البشير النذير لان