لها جانبان من حيث صلتها بالشريعة وبالوحي ، هي ربانية ، هي فوق التاريخ ولكن من حيث كونها عملا قائما على الساحة التاريخية ، من حيث كونها جهدا بشريا يقاوم جهودا بشرية اخرى ، من هذه الناحية يعتبر هذا عملا تاريخيا تحكمه سنن التاريخ وتتحكم فيه الضوابط التي وضعها الله سبحانه وتعالى لتنظيم ظواهر الكون في هذه الساحة المسماة بالساحة التاريخية ولهذا نرى ان القرآن الكريم حينما يتحدث عن الزاوية الثانية ، عن الجانب الثاني من عملية التغيير يتحدث عن أناس ، يتحدث عن بشر ، لا يتحدث عن رسالة السماء ، بل يتحدث عنهم بوصفهم بشرا من البشر تتحكم فيهم القوانين التي تتحكم في الآخرين حينما أراد أن يتحدث عن انتصار المسلمين في غزوة أحد بعد ان أحرزوا ذلك الانتصار الحاسم في غزوة بدر ، بعد ذلك انكسروا وخسروا المعركة في غزوة أحد ، تحدث القرآن الكريم عن هذه الخسارة ، ما ذا قال؟ هل قال بأن رسالة السماء خسرت المعركة بعد ان كانت ربحت المعركة؟ لا .. لأن رسالة السماء فوق مقاييس النصر والهزيمة بالمعنى المادي ، رسالة السماء لا تهزم ، ولن تهزم أبدا ، ولكن الذي يهزم هو الانسان ، الانسان حتى ولو