والضراء التي تصل الى حد الزلزال على ما عبّر القرآن الكريم؟ ان هذه الحالات ، حالات البأساء والضراء التي تتعلق على مستوى الزلزال هي في الحقيقة مدرسة للامة ، هي امتحان لارادة الامة ، لصمودها ، لثباتها ، لكي تستطيع بالتدريج ان تكتسب القدرة على ان تكون امة وسطا بين الناس.
اذن نصر الله قريب لكن نصر الله له طريق. هكذا يريد ان يقول القرآن ، نصر الله ليس أمرا عفويا ، ليس أمرا على سبيل الصدفة ، ليس امرا عمياويا ، نصر الله قريب ولكن اهتد الى طريقه ، الطريق لا بد وان تعرف فيه سنن التاريخ ، لا بد وان تعرف فيه منطق التاريخ لكي تستطيع ان تهتدي الى نصر الله سبحانه وتعالى. قد يكون الدواء قريبا من المريض لكن اذا كان هذا المريض لا يعرف تلك المعادلة العلمية التي تؤدي الى اثبات ان هذا الدواء يقضي على جرثومة هذا الداء ، لا يستطيع ان يستعمل هذا الدواء حتى ولو كان قريبا منه.
اذن الاطلاع على سنن التاريخ هو الذي يمكّن الانسان من التوصل الى النصر. فهذه الآية تستنكر على المخاطبين لها ان يكونوا طامعين في الاستثناء من سنن