طبيعية فيقول بأن المطر نزل بارادة من الله سبحانه وتعالى ويجعل هذه الارادة بديلا عن الأسباب الطبيعية التي نجم عنها نزول المطر ، فكأن المطر حادثة لا علاقة لها ولا نسب لها ، وانما حادثة مفردة ترتبط مباشرة بالله سبحانه وتعالى بمعزل عن تيار الحوادث ، هذا النوع من الكلام يتعارض مع التفسير العلمي لظاهرة المطر ، لكن اذا جاء شخص وقال بأن الظاهرة ، ظاهرة المطر لها أسبابها وعلاقاتها وانها مرتبطة بالدورة الطبيعية للماء مثلا ، الماء يتبخر فيتحول الى غاز ، والغاز يتصاعد سحابا والسحاب يتحول بالتدريج الى سائل نتيجة انخفاض الحرارة فينزل المطر الا أن هذا التسلسل السببي المتقن ، هذه العلاقات المتشابكة بين هذه الظواهر الطبيعية هي تعبير عن حكمة الله وتدبيره وحسن رعايته فمثل هذا الكلام لا يتعارض مع الطابع العلمي والتفسير الموضوعي لظاهرة المطر ، لاننا ربطنا هنا السنة بالله سبحانه وتعالى لا الحادثة مع عزلها عن بقية الحوادث وقطع ارتباطها مع مؤثراتها وأسبابها.
اذن القرآن الكريم حينما يسبغ الطابع الرباني على السنة التاريخية لا يريد أن يتجه اتجاه التفسير الإلهي في التاريخ ، ولكنه يريد أن يؤكد أن هذه السنن ليست هي