خارجة ومن وراء قدرة الله سبحانه وتعالى وانما هي تعبير وتجسيد وتحقيق لقدرة الله ، فهي كلماته وهي سننه وارادته وحكمته في الكون لكي يبقى الانسان دائما مشدودا الى الله ، لكي تبقى الصلة الوثيقة بين العلم والايمان ، فهو في نفس الوقت الذي ينظر فيه الى هذه السنن نظرة علمية ، ينظر أيضا اليها نظرة ايمانية.
وقد بلغ القرآن الكريم في حرصه على تأكيد الطابع الموضوعي للسنن التاريخية وعدم جعلها مرتبطة بالصدف ، ان نفس العمليات الغيبية أناطها في كثير من الحالات بالسنة التاريخية نفسها أيضا ، عملية الامداد الإلهي بالنص ، المداد الإلهي الغيبي الذي يساهم في كسب النص ، هذا الامداد جعله القرآن الكريم مشروطا بالسنة التاريخية ، مرتبطا بظروفها غير منفك عنها ، وهذه الروح أبعد ما تكون عن أن تكون روحا تفسير التاريخ على أساس الغيب وانما هي روح تفسر التاريخ على أساس المنطق والعقل والعلم وحتى ذاك الامداد الإلهي الذي يساهم بالنص ذاك الامداد أيضا ربط بالسنة التاريخية.
قرأنا في ما سبق صيغة من صيغ السنن التاريخية للنص حينما قرأنا قوله سبحانه وتعالى (... أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا