التاريخية ، تستتبع جزاءاتها المناسبة ، تستتبع معلولاتها المناسبة. اذن فاختيار الانسان له موضعه الرئيسي في الساحة التاريخية ، وذات طابع انساني لانها لا تفصل ، الانسان عن دوره الايجابي ولا تعطل فيه ارادته وحريته واختياره ، وانما تؤكد أكثر فأكثر مسئوليته على الساحة التاريخية.
الآن بعد استعراضنا الخصائص الثلاث التي تتميز بها السنن التاريخية في القرآن الكريم نواجه هذا السؤال : ما هو ميدان هذه السنن التاريخية؟
كنا حتى الآن نعبر ونقول بأن هذه السنن تجري على الساحة التاريخية ، لكن ، هل أن الساحة التاريخية بامتدادها هي ميدان للسنن التاريخية أو أن ميدان السنن التاريخية يمثل جزأ من الساحة التاريخية بمعنى أن الميدان الذي يخضع للسنن التاريخية بوصفها قوانين ذات طابع نوعي مختلف عن القوانين الأخرى الفيزيائية والفسلجية والبيولوجية والفلكية ، هذا الميدان الذي يخضع لقوانين ذات طابع نوعي مختلف ، هذا الميدان هل تتسع له الساحة التاريخية؟ هل يستوعب كل الساحة التاريخية ، أو يعبر عن جزء من الساحة التاريخية؟