أن نركز على ابراز اتجاهين رئيسيين لحركة التفسير في الفكر الاسلامي ونطلق على أحدهما اسم «الاتجاه التجزيئي في التفسير» وعلى الآخر اسم «الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي في التفسير» ونعني بالاتجاه التجزيئي المنهج الذي يتناول المفسر ضمن اطاره القرآن الكريم آية فآية وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف.
والمفسر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف ويفسر قطعاته تدريجا بما يؤمن به من أدوات ووسائل للتفسير من الظهور أو المأثور من الاحاديث أو بلحاظ الآيات الاخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم ، بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار من كل تلك الحالات.
وطبعا نحن حينما نتحدث عن التفسير التجزيئي نقدمه في أوسع وأكمل صوره التي انتهى اليها. وإن التفسير التجزيئي تدرّج تاريخيا الى أن وصل الى مستوى الاستيعاب الشامل للقرآن الكريم بالطريقة التجزيئية.
وكان قد بدأ في عصر الصحابة التابعين على مستوى شرح