الدكتور زغلول النجار :
بعد عملية الانسحاق الشديد (الرتق الثانى) يتوقع أن ينفجر هذا الجرم الابتدائى الثانى تماما كما انفجر الجرم الابتدائى الأول ، فيتحول إلى غلالة من الدخان كما تحول الجرم الأول إلى سحابة من الدخان ، فتتخلق من هذا الدخان أرض غير الأرض وسماوات غير السماوات الراهنة تماما كما سبق وأن خلقت كل من أرضنا وسمائنا من سحابة الدخان الكونى الأول.
كذلك فإن من الآيات المبهرة فى عملية إفناء الكون ، نقرأ قول الله تبارك وتعالى : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ* وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة : ٧ ـ ٩]
وهى تعبر عن فزع الإنسان من هول علامة من علامات تدمير الكون ، فجمع الشمس والقمر أصبح حقيقة علمية الآن ؛ لأنه ثبت بقياسات دقيقة للغاية أن القمر (الذى يبعد عنا فى المتوسط حوالى ٤٠٠ ألف كم) يتباعد عنا بطريقة مستمرة بمعدل ثلاثة سنتيمترات فى السنة ، هذا التباعد سيدخل القمر فى وقت من الأوقات فى نطاق جاذبية الشمس فتبتلعه الشمس. وهذه من النبوءات العلمية المبنية على استقراءات كونية وحسابات فلكية دقيقة ، فالقمر باستمرار تباعده عن الأرض لا بدّ وأن يؤدى به هذا التباعد فى يوم من الأيام المستقبلية إلى أن تبتلعه الشمس : ولكن متى سيتم ذلك؟ هذا فى علم الله. لأن الآخرة لها من سننها وقوانينها ما يغاير سنن الدنيا ، لكن من رحمة الله ـ تعالى ـ بنا أنه يترك لنا فى الدنيا ما يؤكد على إمكانية حدوث هذه الواقعة فى الآخرة.
فالقرآن الكريم يقول : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) كيف يجمعان؟ يأتى العلم التجريبى ليؤكد أن القمر يتباعد عنا بمعدل ثلاثة سنتيمترات فى السنة ، فيدخله هذا التباعد فى نطاق جاذبية الشمس فى لحظة من اللحظات فتبتلعه الشمس ، وهذا بداية تدمير النظام الكونى الذى نحيا فيه. فبداية التدمير أن يجمع الشمس