والقمر وهى نبوءة عظيمة لهذا الكتاب العظيم ، تشهد بأنه كلام الله الخالق ، علّام الغيوب كما تشهد بالصدق لهذا النبى الخاتم صلىاللهعليهوسلم الذى وصفه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بقوله : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) [النجم : ٣ ـ ٥]
الأستاذ أحمد فراج :
والخسف هنا بمعنى الاختفاء.
الدكتور زغلول النجار :
نعم الاختفاء بمعنى ذهاب الضوء ؛ لأنه مع تباعد القمر عن الأرض ، يظل انعكاس ضوء الشمس عليه يضعف بالتدريج حتى يختفى تماما ، فكلما تباعد القمر عنا يبدو وكأنه يغيب ضوؤه أى يخسف بالتدريج ، لأنه يغيب عنا بالتدريج ، ويدخل فى جاذبية الشمس حتى تبتلعه ، وفى ذلك يقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ* وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) آية مبهرة من آيات هذا الكتاب العظيم.
الأستاذ أحمد فراج :
ينقلنا هذا إلى بعض المظاهر الأخرى المصاحبة لعملية الخلق ، وكيف نرى فيها إعجازا متجددا للقرآن الكريم؟
الدكتور زغلول النجار :
في قضية الخلق آيات كثيرة ، وكذلك فى قضية الإفناء ، ولكن كما أشرنا من قبل فإن هذه القضايا لا تخضع للإدراك المباشر من الإنسان ، ولو لا ثبات السنن الكونية ، وبقاء العديد من الشواهد الحسية على ذلك فى صخور الأرض وفى صفحة السماء ما استطاع كل من علماء الفلك والفيزياء الفلكية الوصول إلى فهم شىء عن كيفية خلق الكون ولا عن مصيره ، ولذلك لا يمكن للعلماء تجاوز مرحلة التنظير فى