(وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) [الانفطار : ٢] ويتحدث عن النجوم بأن نهايتها الانكدار والطمس فيقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ : (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) ، ويقول ـ عز من قائل ـ (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ).
هذه الدقة البالغة فى التعبيرات القرآنية لم يدركها الناس إلا فى زماننا. زمان التقدم العلمى والتقنى المذهل الذى نعايشه اليوم. فمراحل حياة النجم لم تعرف إلا منذ سنوات قليلة. ولم يعرف العلماء أن نهاية النجم الانكدار أو الطمس ، وأن نهاية الكوكب الانفجار والانتثار إلا منذ سنوات قليلة. وقد جاء القرآن الكريم بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة من السنين.
ولا يزال بعض العلماء التجريبيين مترددين فى فهم هذه القضايا ، وهى واضحة وضوح الشمس فى كتاب الله الذى يذكر لنا أن حياة النجم (العملاق) تمر بهذه المراحل حتى يطمس أى ينطفئ نوره بالكامل فلا يرى ، وهى حقيقة لم يدركها العلم إلا فى أواخر القرن العشرين ، ولا يزال كثير من أهل العصر يجهلونها.
الأستاذ أحمد فراج :
أشرتم إلى قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوارِ الْكُنَّسِ) ، فما دلالة القسم فى هذه الآية الكريمة؟
الدكتور زغلول النجار :
قسم عظيم أقسم به ربنا تبارك وتعالى وهو ـ سبحانه ـ غنى عن القسم لعباده ، أقسم بحقيقة لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة ، أعتقد أنها هنا أيضا الثقوب السود .. وهذه حالة من حالات النجوم العملاقة تتركز عادة فى قلب المجرات وتعتبر مراكز ثقل للمجرة ، وهى حالة كثيفة جدّا للمادة لا يكاد العقل البشرى أن يتصورها ، تتكدس فيها المادة بحيث تتلاشى المسافات البينية بين مكونات الذرة ، لأن الذرة أغلبها فراغ ، وحجم المادة فيها ضئيل للغاية ، فإذا تلاشت المسافات بين اللبنات الأساسية للذرة تضاءل حجمها تضائلا شديدا