حتى لا تكاد تدرك. وبتكدس المادة فى داخل النجم العملاق تصبح له جاذبية فوق التصور تحول دون انفلات الضوء منه ، وحينئذ يختفى النجم تماما ولكن تبقى آثار جاذبيته الشديدة ، ومجاله المغناطيسى الشديد تحدد موقعه بدقة بالغة ، وعلى ذلك فإن هذا النجم المختفى هو مركز ثقل المجرة ؛ لأن كل ما فى المجرة من أجرام (نجوم وكواكب وكويكبات وأقمار ومذنبات وغيرها) تترابط بجاذبية الثقب الأسود كمركز الثقل لها.
ولكى يتكون ثقب أسود لا بدّ أن تنضغط كتلته حتى تعادل السرعة الكونية للهروب من سطحه سرعة الضوء على الأقل. وعلى سبيل التشبيه فإن نجما فى حجم الشمس التى يبلغ قطرها ٠٠٠ ر ٣٩٢ ر ١ كيلومترا تحتاج إلى الانضغاط حتى يصبح قطرها ٣ كيلومترات فقط كى تتحول إلى ثقب أسود ، وإن كان النجم يحتاج إلى كتلة أكبر من كتلة الشمس بثلاث مرات على الأقل كى يتم تحوله إلى ثقب أسود. ويتم التعرف على الثقوب السود بواسطة مجالات الجذب القوية المتكونة حولها ، ومن الكم الهائل من الأشعة السينية المحيطة بها ، والتى تحدد أماكنها.
والقرآن الكريم يقول : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) وخنس فى اللغة : يعنى اختبأ واختفى. وخنّس صيغة مبالغة يعنى أجرام مبالغ فى اختفائها. يقسم بها الله ـ سبحانه وتعالى ـ وهو الغنى عن القسم على أنها من أروع صور بديع صنعه فى الكون.
الأستاذ أحمد فراج :
يعنى المجرة التى نحيا فيها بها ثقب أسود أو أكثر من ثقب؟
الدكتور زغلول النجار :
نعم فيها ثقب أسود أو أكثر من ثقب واحد ، وفى كل المجرات أيضا توجد هذه الخنس أى النجوم الخانسة ، وتقدر الحسابات الفلكية أن كتلة نواة مجرتنا