الْمُجْرِمِينَ* وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) [الأحقاف : ٢١ ـ ٢٦].
(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ* تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ* فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ* وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر : ١٨ ـ ٢٢].
(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ* سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) [الحاقة : ٦ ـ ٨].
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ* إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) [الفجر : ٦ ـ ٨].
الأستاذ أحمد فراج :
هلا حدثتمونا الآن عن بعض الآيات الوصفية ، بعد أن تحدثتم عما يتعلق بالخلق والإفناء وإعادة الخلق ، وعن بعض الظواهر الكونية المصاحبة لتلك العمليات ، وهى عمليات كما ذكرتم لا تخضع للإدراك المباشر من العلماء ، ومن هنا لا يمكن لهم تجاوز مرحلة التنظير فيها ، والإسلام يلقى بصيصا من الضوء أمام عقل المسلم ، العقل العلمى ؛ لكى يستأنس بإحدى هذه النظريات ، فيرتقى بها إلى مقام الحقيقة.
أما الوضع فيختلف عند ما تكون الآيات وصفية ، فهى تصف لنا بعض أشياء تقع تحت حاسة من حواس الإنسان يستطيع أن يراها أو يدركها بشكل من أشكال الإدراك وقد ضربتم مثالا على هذه القضية. فما ذا يمكن أن نضيف أيضا من أمثلة فى هذا المجال؟