فقالوا : إن المعركة وقعت فى أرض فلسطين وهى أقرب أرض إلى الجزيرة العربية ف (أدنى الأرض) هنا تعنى أقرب الأرض.
ثم تأتى العلوم الجيولوجية لتؤكد على أن حوض البحر الميت الذى تمت حوله المعركة ، وهو أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا على الإطلاق ؛ إذ يبلغ منسوبة حوالى الأربعمائة متر تحت مستوى سطح البحر ، وهو أدنى بقعة على سطح اليابسة انخفاضا على الإطلاق.
وحوض البحر الميت هو المنطقة التى سكنها قوم لوط الذين عاقبهم الله تعالى بالخسف فيها ، فلا يوجد على سطح اليابسة نقطة أخفض من حوض البحر الميت.
ومن هنا جاء وصف القرآن الكريم للمنطقة التى وقعت فيها المعركة بين الفرس والروم فى سنة ٦٢٤ م بهذه الدقة العلمية المطلقة : أدنى الأرض.
وصدق الله العظيم إذ يقول فى محكم كتابه : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود : ٨٢ ، ٨٣].
(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ* وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر : ٧٣ ـ ٧٧].
(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ* إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ* وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [العنكبوت : ٣٣ ـ ٣٥]
والقرآن الكريم يصفها هذا الوصف المبهر (فى أدنى الأرض) أى أكثر أجزاء الأرض انخفاضا ، ويأتى العلم ليؤكد على هذه الحقيقة تأكيدا لا يبقى معه شك ،