يفسرها ، المعجزة خارقة للسنن ، فلا تستطيع السنة أن تفسرها ، فهذه معجزة حدثت لرسول الله (صلىاللهعليهوسلم) لتشهد له بالنبوة وتشهد له بالرسالة ؛ لأن المعجزات الحسية شهادة على من رآها ، ولو لا ورود هذه المعجزة فى كتاب الله وفى سنة رسوله (صلىاللهعليهوسلم) ما كان علينا مسلمى هذا العصر أن نؤمن بها ، ولكن نؤمن بها لورودها فى كتاب الله وورودها فى كتب السنة ، وفى كتب السنة يروى أن الرسول (صلىاللهعليهوسلم) قبل هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بخمس سنوات ، جاءه نفر من كفار قريش ، وقالوا له : يا محمد إن كنت حقا نبيا وإن كنت حقا رسولا ، فأتنا بمعجزة تشهد لك بالنبوة وتشهد لك بالرسالة. فقال : فما ذا تريدون؟ فقالوا له : شق لنا القمر. هذا من قبيل التعجيز ومن قبيل استحالة إمكانية حدوث ذلك. فوقف المصطفى (صلىاللهعليهوسلم) يدعو ربه بألا يخزيه فى ذلك الموقف ، فألهمه الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يشير بإصبعه الشريف إلى القمر ، فانشق القمر إلى شقين تباعدا عن بعضهما البعض لعدة ساعات متصلة ثم التحما ، فقال الكفار : سحرنا محمد (صلىاللهعليهوسلم)! ولكن بعض العقلاء قالوا ، إن السحر لا يمكن أن يصيب كل الناس ، السحر قد يمكن يؤثر ويصيب الذين حضروا ، فانتظروا الركبان القادمين من السفر.
الأستاذ أحمد فراج :
يعنى قصدهم على سبيل (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) الذين حضروا خيل إليهم ذلك.
الدكتور زغلول النجار :
نعم. خيل إليهم ذلك ، فقالوا : انتظروا الركبان. فتسارع الكفار إلى مخارج مكة ينتظرون القادمين من السفر ، فأول ركب قادم سألوه : هل رأيتم شيئا غريبا حدث فى هذا القمر؟ فقالوا نعم : فى الليلة الفلانية وجدنا القمر انشق إلى فلقتين تباعدتا عن بعضهما البعض ثم التحمتا.
فآمن من آمن وكفر من كفر ، ولذلك فإن القرآن يقول : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ