الدكتور زغلول النجار :
بارك الله فيك ؛ لكون الأرض شبه كروية ، نجد عند خط الاستواء أن أكثر اتساع فى هذه الكرة عند خط الاستواء. حينما تشرق الشمس ، تشرق فوق نقطة محددة ، أى بداية إشراقها تكون عند أقصى نقطة على سطح الكرة الأرضية أكثرها انبعاجا ، فالكرة منبعجة عند خط الاستواء ومفلطحة قليلا عند القطبين.
فحينما تشرق الشمس تصل إلى أكثر جزء فى الأرض انبعاجا ، فهذا هو المشرق الحقيقى. فلو تخيلنا أن خط الاستواء فى وسط الكرة الأرضية وأن الأرض تدور من الغرب إلى الشرق ، الشمس تشرق من هنا ، فتلمس أكثر نقطة انبعاجا من هذه الناحية. فهذا هو مشرق ، وإذا جاءت إلى النقطة الثانية فهو المشرق الآخر فى النقطة المقابلة لها ، ولذلك يكون هناك مشرق رئيسى وهو البداية والثانى مشرق آخر وهو النهاية أو مشرق ومغرب. ولذلك يكون هناك مشرقان ومغربان على خط الاستواء تماما. خط الطول «منحنى» ، فالشمس تبدأ تشرق فى نقاط مختلفة على طول الخط المنحنى طول هذا الخط المنحنى ، الشمس عند ما تشرق عليه لا تشرق عليه دفعة واحدة ، ولكن تشرق على نقاط مختلفة على طول خط الطول وفى نفس الوقت على خط العرض ، يعنى حين تدور الأرض فى هذا الاتجاه نجد نقاط شروق متعددة على خط العرض فهناك مشارق كثيرة ومغارب كثيرة للشروق ونهايتان للغروب ولذلك فإن (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) [الشعراء : ٤٠] صحيحة ، (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) [الرحمن : ١٧] صحيحة ، (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) [المعارج : ٤٠] صحيحة.
الأستاذ أحمد فراج :
هل استطاع العقل العربى فى ذلك الإجمال أن يستوعب هذه الصورة. وهل كان تفسيره أنها تطلع كل يوم من مكان مختلف.
الدكتور زغلول النجار :
نعم. لعل هذا هو الذى فهموه. أنها تطلع كل يوم من مكان مختلف.