هذان الحزامان سماهما العلماء (حزاما الإشعاع) لأنهما مشحونان بالكهرباء وهما يردان عن الأرض ويلات الجسيمات الكونية المتسارعة. الكون تتحرك فيه لبنات الذرة ، وهى تسمى الجسيمات الأولية ، وهى تتحرك بسرعة فائقة للغاية ، فحينما تصطدم بالغلاف الغازى للأرض عند القطبين وحولهما ، تشعل الغلاف الغازى للأرض ، فيرى هذا الوهج ، ومن رحمة الله أنه لا يرى فى باقى الأجزاء لوجود الحزامين. فلا يرى الضوء إلا حول القطبين. هذان الحزامان يردان الجسيمات الكونية إلى الخارج. ولعل هذا أحد معانى (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) [الطارق : ١١] وعند الدراسة المتأنية وجد أنهما لم يكونا موجودين فى بدء خلق الأرض ، فكانت هذه الظاهرة تعم الأرض بالكامل ، كانت الشمس تضيء فى وضح النهار ، وكان ارتطام الأشعة الكونية بالغلاف الغازى يضيء ظلمة الليل ، يعنى ضوء مستمر.
فمن رحمة الله بنا أنه قبل أن يخلق الإنسان ، لكى يجعل له الليل والنهار لراحته جعل هذين الحزامين لحجب الجسيمات الكونية المتسارعة ، ويبقى بقية من هذا الضوء ليعلم الإنسان قدرة الله ويعلم نعمة الله فى أن خلق لنا الليل والنهار.
الأستاذ أحمد فراج :
هل هى أحزمة مرئية؟
الدكتور زغلول النجار :
لا ... هى جزء من الغلاف الغازى مشحون بالكهرباء ، فهناك طبقة متأينة من الغلاف الغازى سمكه مئات الكيلومترات مشحون بالكهرباء ، ولكن الكهرباء تتركز فى هذين الحزامين ؛ لذلك الآية التى يمن الله بها علينا هى :
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص : ٧٢ ، ٧٣].
خلق الليل والنهار من بدائع صنع الله ، فلو لا تبادل الليل والنهار ما عرفنا سريان