والخليفة كما يقال على [النبي] (١) يقال على الإمام ، ولأنّ النبيّ لا يعمّ في كلّ عصر ، وهو ظاهر ، فلو اختصّ ذلك بالنبيّ لاختصّ باللطف بعض الأمّة.
لكنّ رحمة الله [عامّة] (٢) شاملة للكلّ ، وعنايته في حقّ أهل كلّ عصر ، فوجب الإمام.
الثلاثون : إنّما سمّي الخليفة خليفة ؛ لأنّه يحكم في الخلق بحكم الله تعالى ويحملهم على أمره ونهيه ، فهو خليفة الله تعالى. وهذا قول ابن مسعود وابن عبّاس والسدّي (٣) ، ووكّد ذلك قوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) (٤).
__________________
(١) في «أ» : (النصّ) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) في «أ» : (عام) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) انظر : التبيان في تفسير القرآن ١ : ١٣١. مجمع البيان في تفسير القرآن ١ : ١٧٦. تفسير الماوردي ١ : ٩٥. التفسير الكبير ٢ : ١٦٥.
عبد الله بن مسعود : هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي ، أبو عبد الرحمن ، صحابي من السابقين إلى الإسلام ، وأوّل من جهر بالقرآن الكريم ، هاجر إلى المدينة ، واشترك مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ببدر وحضر جميع مشاهد النبي صلىاللهعليهوآله ، عرف بعلمه الوافر وكثرة روايته فسيّره عمر إلى الكوفة ليعلم أهلها أمور دينهم ، وأمّره عثمان على الكوفة ثم عزله. توفّي سنة ٣٢ ه. حلية الأولياء ١ : ١٢٤ ـ ١٣٩. أسد الغابة ٣ : ٢٨٠ ـ ٢٨٦. الإصابة ٤ : ١٢٩ ـ ١٣٠. الأعلام ٤١ : ١٣٧.
عبد الله بن عبّاس : هو عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب القرشي الهاشمي ، أبو العبّاس. ولد في مكّة عند ما حوصر بنو هاشم في شعب أبي طالب في سنة (٣ ق. ه). نشأ في بدء عصر النبوّة ولازم النبي صلىاللهعليهوآله ودعا له بالعلم ، لقّب بحبر الأمّة وترجمان القرآن لغزارة علمه ، وكانت له مجالس علمية كبيرة. كان الخلفاء يستشيرونه ويأخذون برأيه وصواب حكمته ، ولّاه الإمام علي عليهالسلام البصرة وشهد معه الجمل وصفّين. كفّ بصره في آخر عمره وسكن الطائف. توفّي سنة ٦٨ ه. حلية الأولياء ١ : ٣١٤ ـ ٣٢٩. أسد الغابة ٣ : ١٨٦ ـ ١٩٠. الإصابة ٤ : ٩٠ ـ ٩٤. الأعلام ٤ : ٩٥.
السدّي : هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذئب السدّي ، حجازي الأصل ، سكن الكوفة ، كان عالما بالقرآن وعرف بصاحب التفسير ، وسمّي السدّي ؛ لأنّه نزل بالسدّة ، توفّي سنة ١٢٧ ه وقيل : ١٢٨ ه ، وقد أدرك جماعة من أصحاب النبي. الأنساب ٣ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩. الأعلام ١ : ٣١٧.
(٤) ص : ٢٦.