والآمر لا بدّ وأن يكون معيّنا شخصيا ، والمأمور هو غير المعصوم ، فالآمر الأصلي هو المعصوم ، وإلّا اتّحد المضاف والمضاف إليه باعتبار واحد ، و (١) محال أن يكون كلّ واحد آمرا أصليا للآخر ، وإلّا لزم وقوع الفتن والهرج.
الثامن : الإمام هو الآمر لكلّ غير المعصوم بالمعروف والناهي لهم عن المنكر ، فلو كان غير معصوم لكان إمّا آمرا لنفسه ، أو لا يوجد له آمر مع مساواته إيّاهم في علّة الحاجة إليه ، هذا خلف.
التاسع : كلّ من [لا] (٢) آمر له بالمعروف ولا ناهي له [عن المنكر] (٣) وهو آمر للكلّ لا يصدر منه قبيح ولا يخلّ [بواجب] (٤) ، وإلّا فإمّا ألّا يجب أمره ونهيه ، وهو محال ؛ إذ علّة الوجوب الصدور والترك.
أو يجب من غير من يجب عليه ، وهو محال ؛ لأنّا فرضناه (٥) أنّه لا آمر له ، فهو المعصوم.
والإمام لا آمر له ؛ لأنّه إمّا من رعيّته ، وهو يوجب سقوط وقعه و [عدم] (٦) القبول منه.
وأيضا : فإنّ ذلك محال ، فإنّ السلطان لا تتمكّن رعيّته من أمره ونهيه ، فيكون الوجوب خاليا من الفائدة بالكلّية.
وإمّا أن يكون له إمام آخر ، وهو يوجب التسلسل.
العاشر : قوّة الإمام العقلية قاهرة للقوى الشهوية الموجودة في زمانه كلّها لو بسطت يده ، فمحال أن يقهرها قوّة ما شهوية ، فيستحيل عليه المعصية.
__________________
(١) في «أ» زيادة : (هو) بعد : (و) ، وما أثبتناه موافق لما في «ب».
(٢) من «ب».
(٣) في «أ» : (بالمنكر) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (بالواجب) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «ب» : (فرضنا) بدل : (فرضناه).
(٦) في «أ» : (عدمه) ، وما أثبتناه من «ب».