وأمّا [توقّفه على] (١) كونه على صراط مستقيم ؛ فلأنّه لو كان طريقه غير صحيح في الكلّ كان اتّباعه قبيحا ، فيتوجّه الحجّة للمكلّفين على عدم اتّباعه. وإن كان في البعض لم يكن كلامه وفعله وطريقه دالّا على الصواب ؛ لأنّه أعمّ منه حينئذ ، ولا دلالة للعامّ على الخاصّ (٢) ، فيكون حجّة المكلّف في ترك اتّباعه أظهر.
فتعيّن أن يكون طريقه صوابا دائما.
وأمّا توقّفه على كونه منزلا من عند الله ؛ [فلمعرفة] (٣) صحّة ما لم يدركه العقل في الأمور النقلية ، وانتفاء [عذر] (٤) المكلّف بعدم إدراك عقله إيّاه في الأمور النظرية التفصيلية.
إذا تقرّر ذلك ، فشرط في الإمام أيضا كونه بنصب الله تعالى ، وبأنّه على صراط مستقيم ، أي كون أمره ونهيه وإخباره وفعله وتركه صوابا وكونه من عند الله ، [و] (٥) لمشاركة النبيّ الإمام في الغاية وفي الإنذار وحمل المكلّفين وإلزامهم بذلك. [و] (٦) يكون الفارق أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يعلمه بالوحي وهذا يعلمه من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، [فدعاء] (٧) النبيّ والإمام إلى شيء واحد ، وهما معا على صراط مستقيم ، وهو يرد (٨) من عند الله تعالى إلى النبيّ بالوحي ، وإلى الإمام بإخبار النبيّ عليهالسلام إيّاه.
وإنّما يتحقّق [ذلك] (٩) مع كون الإمام معصوما.
__________________
(١) من «ب».
(٢) العدّة في أصول الفقه ١ : ٣٠٣. معارج الأصول : ٨٩.
(٣) في «أ» و «ب» : (بمعرفة) ، وما أثبتناه من هامش «ب».
(٤) في «أ» و «ب» : (عدم) ، وما أثبتناه من هامش «ب».
(٥) في «أ» : (أو) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) زيادة اقتضاها السياق.
(٧) في «أ» : (فدعاه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) في هامش «ب» : (منزّل) بدل : (يرد) خ ل.
(٩) في «أ» : (بذلك) ، وما أثبتناه من «ب».