الإمام دالّا لنا على المراد من التنزيل والتأويل [وهو] (١) غير معصوم ، [فوجوب] (٢) طاعته علينا حرج عظيم ؛ لعدم حصول اليقين بقوله ، فلا يحصل لنا التقوى.
والحرج منفي ، فلازم كون الإمام غير معصوم ـ وهو الحرج العظيم ـ منفي ، ونفي اللازم يستلزم نفي الملزوم.
العشرون : قوله تعالى : (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٣).
وجه الاستدلال : أنّ تطهير المكلّفين ـ أي من فعل القبائح والمحرّمات ـ لا يتمّ إلّا بإمام معصوم يفيد قوله اليقين ، وإتمام النعمة بحصول النجاة يقينا في الآخرة [بفعل] (٤) جميع الطاعات الواجبة ، وإظهارها للمكلّف يقينا لا يتمّ إلّا بإمام معصوم يفيد قوله اليقين ويعلم من فعله وتركه يقين الصحة [ذلك] (٥).
فيجب أن ينصّب إماما معصوما في كلّ زمان ، وإلّا لكان ناقضا غرضه ، وهو محال ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.
الحادي والعشرون : قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) (٦).
وجه الاستدلال أن نقول : كلّ غير معصوم يمكن له هذه الصفات ، ولا شيء من الإمام له هذه الصفات بالضرورة ، فلا شيء من غير المعصوم بإمام بالضرورة.
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق.
(٢) في «أ» و «ب» : (ووجوب) ، وما أثبتناه للسياق.
(٣) المائدة : ٦.
(٤) في «أ» : (يفعل) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «أ» و «ب» : (ذلك) ، وما أثبتناه للسياق.
(٦) المائدة : ١٣.