الثاني والستّون :
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١).
كلّ غير معصوم يمكن له هذه الصفات ، ولا شيء من الإمام له هذه الصفات بالضرورة ، [فلا] (٢) شيء من غير المعصوم بإمام بالضرورة.
الثالث والستّون : قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٣).
وجه الاستدلال من وجوه :
أحدها : أنّه تعالى نفى تعذيبهم والنبيّ فيهم ؛ كرامة للنبيّ عليهالسلام ، فيكون [النبيّ] (٤) أكرم من أمّته كلّهم عند الله ، [وقال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ]) (٥) أَتْقاكُمْ (٦) ، فيكون [النبيّ] (٧) أتقى كلّ الأمّة ، وكلّ الأمّة معصومة (٨) ، والأتقى من المعصوم معصوم ، فيكون النبيّ معصوما.
والإمام قائم مقام النبيّ ؛ لأنّ طاعته مساوية لطاعته كما يشهد به قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٩) ، ساوى بين الطاعتين ، ولهذا قال تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) ، كرّر الأمر بالطاعة ،
__________________
(١) الأنفال : ٢٧.
(٢) في «أ» : (ولا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) الأنفال : ٣٣.
(٤) في «أ» : (للنبيّ) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) الحجرات : ١٣.
(٧) من «ب».
(٨) انظر : الذريعة إلى أصول الشريعة ٢ : ٦٠٤ ـ ٦٠٥ ، العدّة في أصول الفقه ٢ : ٦٠٢ ، تهذيب الوصول إلى علم الأصول : ٢٠٣. المحصول في علم أصول الفقه ٤ : ٩٧ وما بعدها.
(٩) النساء : ٥٩.