فلو لم يجب أن يكون الإمام معصوما لوجب عدم نصبه ، ويمتنع الأمر بامتثال أوامره مطلقا ، فيجتمع الضدّان ، ويخرج الإمام عن فائدته.
السابع والسبعون : قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) (١).
أقول : وجه الاستدلال : أنّ جميع ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله هو حقّ ، ولا يوصل إلى الحقّ إلّا العلم ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (٢) ، وقول غير المعصوم لا يفيد [العلم ، بل الظنّ ، ودلالة الظاهر لا تفيد] (٣) إلّا الظنّ ، فلو لم يكن الإمام معصوما لم يكن [لنا] (٤) طريق إلى الوصول إلى ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله ، [وهو ينافي فائدة البعثة.
الثامن والسبعون : الإمام قائم مقام النبيّ صلىاللهعليهوآله] (٥) وخليفته ، و [الغاية المرادة] (٦) من النبيّ بعده تحصل من الإمام ، فلا بدّ وأن يكون قد نصب الله الإمام بالحقّ ، ويكون بشيرا ونذيرا عن النبيّ ، كما أنّ النبيّ مبشّر ومنذر عن الله تعالى ، فكما أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله جميع ما يقول ويأمر به وينهى عنه حقّ ، فكذا الإمام.
وغير المعصوم ليس كذلك ، فيستحيل أن يكون الإمام غير معصوم بالضرورة.
التاسع والسبعون : قال الله تعالى : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٧).
وجه الاستدلال أن نقول : هذه في تقدير شرطيّة استثني نقيض تاليها ،
__________________
(١) البقرة : ١١٩.
(٢) يونس : ٣٦.
(٣) من «ب».
(٤) في «أ» و «ب» : (لها) ، وما أثبتناه للسياق.
(٥) من «ب».
(٦) في «أ» : (المراد الغاية) ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) البقرة : ١٢٠.