الآيات والسنّة دلالته بالظاهر لا بالنصّ ، ومع ذلك يكون المبيّن الذي هو الإمام ، فإنّه القائم مقام النبيّ صلىاللهعليهوآله في البيان ، وغيره يحتمل خطؤه بمعنى الجهل المركّب ، وذلك نفي مجيء البيّنات ، فيكون إثباتا لعلّة المكلّف و [حجّته] (١) ، لا إزاحة علّته.
وهذا المحال نشأ من عدم البيّنات وظواهر الآيات ومجملها وكذا في السنّة ، ومن عدم عصمة الإمام.
والأوّل ثابت ، فيلزم نفي الثاني ، وإلّا لكان الله تعالى ناقضا لغرضه ، وهو محال من الحكيم.
و (٢) نفي [عدم] (٣) عصمة الإمام مستلزم لعصمته ؛ لوجود الموضوع هنا ، وهو المطلوب.
الخامس والتسعون : قال الله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) (٤).
وجه الاستدلال : أنّ معرفتهم لذلك لطف لهم ؛ لوجود الداعي إلى الشرّ وهو المحبّة ، وانتفاء الصارف وهو علم كونه شرّا ، ووجود الصارف [عن] (٥) الخير وهو [الكره] (٦) ، وانتفاء الداعي وهو العلم ؛ لأنّه حكم بأنّ الله تعالى : (يَعْلَمُ (٧) وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٨).
__________________
(١) في «أ» و «ب» : (وحجّة) ، وما أثبتناه للسياق.
(٢) في «أ» و «ب» زيادة : (إذ) بعد : (و) ، وما أثبتناه موافق للسياق.
(٣) من هامش «ب».
(٤) البقرة : ٢١٦.
(٥) في «أ» و «ب» : (إلى) ، وما أثبتناه للسياق.
(٦) في «أ» و «ب» : (النكرة) ، وما أثبتناه للسياق.
(٧) من «ب».
(٨) البقرة : ٢١٦.