الثالث والعشرون : قوله تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ ...) الآية (١).
لمّا قال الله تعالى : (نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) (٢) ذكر هنا [عقيبه] (٣) غايات :
[الأولى] : بيان ما فيه رضوانه تعالى ، وهو فعل الطاعات بامتثال الأوامر والنواهي.
[الثانية] : أنّ من اتّبع رضوان الله هداه به إلى [سبل] (٤) السلام ، والجمع المضاف للعموم (٥) ، وإنّما يتحقّق بإصابة الصواب في جميع الأحكام العقلية والشرعية ، والعلوم التصوّرية والتصديقية.
[الثالثة] : أنّه يخرجهم من الظلمات [إلى النور ، و (الظلمات)] (٦) جمع معرّف بلام الجنس ، فيكون للعموم (٧) ، فيلزم أن (٨) يخرجهم من كلّ ظلمة ، وكلّ جهل وكلّ فعل قبيح ، وترك واجب ، ظلمة ، فيلزم أن يخرجهم من ذلك كلّه.
[الرابعة] (٩) : أنّه يهديهم إلى صراط مستقيم ، أي في جميع الأمور ؛ لأنّه تأكيد [للكلّ] (١٠) ، فيلزم عمومه ووقوعه ، ولا يتحقّق ذلك إلّا في المعصوم.
والنبيّ والإمام يدعوان الناس ويرشدانهم إلى كلّ هذه المراتب والغايات المذكورة ، فلزم عصمتهما ، وهو المطلوب.
__________________
(١) المائدة : ١٦.
(٢) المائدة : ١٥.
(٣) في «أ» : (عتيبه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (سبيل) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) معارج الأصول : ٨٥ مبادئ الوصول إلى علم الأصول : ١٢٢. روضة الناظر وجنّة المناظر ٢ : ١٢٣.
(٦) من «ب».
(٧) العدّة في أصول الفقه ١ : ٢٧٦. مبادئ الوصول إلى علم الأصول : ١٢٢. اللمع في أصول الفقه : ٢٦.
(٨) في «أ» زيادة : (يكون) بعد : (أن) ، وما أثبتناه موافق لما في «ب».
(٩) في «أ» و «ب» : (الأوّل) (الثاني) (الثالث) (الرابع) ، وما أثبتناه للسياق.
(١٠) في «أ» و «ب» : (لكلّ) ، وما أثبتناه للسياق.