السادس والعشرون : قال الله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١).
أقول : لا بدّ في الإمام من نفي ذلك عنه بالضرورة ، وغير المعصوم ليس كذلك.
ولأنّ الإمام لنفي هذه الصفة بالضرورة ، فلا يمكن أن تكون فيه.
السابع والعشرون : قال الله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ...) الآية (٢).
هذه غاية من غايات نصب الإمام ؛ لأنّ مراد الله تعالى من بعثة الأنبياء ونصب الأوصياء تزكية الأمّة عن سائر المحرّمات والأفعال القبيحة ، ومن جملتها هذه الصفة التي هي رذيلة ، فلو لم يكن معصوما لاحتاج إلى من يزكّيه ، ولم يحصل منه ذلك في الأغلب.
ولأنّه يستلزم الترجيح من غير مرجّح ؛ إذ هو والمأمور متساويان في ذلك.
الثامن والعشرون : قال الله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) إلى قوله : (عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٣).
اعلم أنّ الإمام يدعو الأمّة إلى خلاف ذلك ويمنعهم ويردعهم عن ذلك ، وغير المعصوم يمكن أن يفعل هو ذلك ويقرّب الناس إلى ذلك ، فلا يوثق به ، ولا يؤمن به أن يكون سببا في زيادة العذاب وأن يكون عاقبة المكلّف أشدّ العقاب ، إلّا مع العلم [بوجوب] (٤) عصمته ، فيجب أن يكون معصوما.
التاسع والعشرون : غير المعصوم يمكن أن يكون من أهل النار ، والإمام ليس
__________________
(١) البقرة : ٤٢.
(٢) البقرة : ٤٤.
(٣) البقرة : ٨٤ ـ ٨٥.
(٤) في «أ» : (يوجب) ، وما أثبتناه من «ب».