وفيه بصائر من الله وهدى ورحمة ، وذلك موقوف على أنّه لا يصدر منه [ضدّ ذلك] (١) ، ولا يتمّ إلّا بعصمته.
وهذا بعينه قائم [في] (٢) الإمام ؛ لأنّه قائم مقامه ، فيجب عصمته.
السادس : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) (٣).
نهى عن التولّي مع السماع ، والمراد به سماعهم لما يفيدهم العلم ، ولا يحصل ذلك إلّا مع عصمته ؛ لأنّ خبر الفاسق نهى الله عن اتّباعه بمجرّد سماعه ؛ لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (٤) ، فكلّ من أمكن أن يكون فاسقا لا يحصل من خبره العلم ، فلا يكون منهيّا عن التولّي عنه ، فلا فائدة في نصبه.
والإمام قائم مقام النبيّ فيما هو لأجله ، فيجب عصمته ؛ ليحصل العلم [به بقوله] (٥) ، فيحرم التولّي عنه ، وإلّا لم يحرم.
السابع : قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٦).
إنّما جعل [الخيانة] (٧) مع العلم ، فلا بدّ وأن ينصّب طريقا إلى العلم ، وذلك الطريق هو النبيّ ، فيكون قوله يفيد العلم ، وإنّما يكون بعصمته ، فيجب عصمته ؛ ليتمّ فائدة [بعثته] (٨).
__________________
(١) من «ب».
(٢) من «ب».
(٣) الأنفال : ٢٠.
(٤) الحجرات : ٦.
(٥) في «أ» : (بقوله به) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) الأنفال : ٢٧.
(٧) في «أ» : (الجناية) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) في «أ» : (بعته) ، وما أثبتناه من «ب».