والاتّباع إنّما يتحقّق بالمتابعة في أقواله وأفعاله كلّها إلّا ما نصّ على عدم وجوب الاتّباع فيه (١) ، وهذا إنّما يتحقّق مع العلم [القطعي] (٢) بكون أفعاله وأقواله صوابا ، وإنّما يكون ذلك في المعصوم ، فيجب عصمة النبيّ.
والإمام قائم مقامه ومساو له فيما يراد منه سوى الوحي ، فيجب عصمته.
الخامس والأربعون : اتّباع الإمام هو اتّباع النبيّ ، فحكمهما واحد ، وإنّما يتحقّق بعصمة الإمام.
السادس والأربعون : الإمام يبطل دعاء إبليس ويمنع عن متابعته بالضرورة ، ولا شيء من [غير] (٣) المعصوم كذلك بالإمكان. ينتج : لا شيء من الإمام بغير معصوم بالضرورة.
السابع والأربعون : الله تعالى كلّف في كلّ واقعة بحكم خاصّ ، والكتاب والسنّة لا يمكن استخراج كلّ الأحكام منهما ، فإمّا أن يكلّف الله تعالى كلّ مجتهد بما يؤدّيه اجتهاده إليه ، فلا يكون له تعالى في الواقعة حكم واحد ، وهو خلاف التقدير.
وإمّا أن يكلّف استخراج ذلك الحكم من الكتاب والسنّة مع عدم دلالتهما ؛ إذ هما متناهيان والوقائع غير متناهية ، وهو تكليف ما لا يطاق.
ولا نبيّ ولا وحي بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فلا بدّ من طريق يرجع المكلّف إليه ، وليس إلّا الإمام. فإن لم يكن معصوما لم يكن للمكلّف دليل إلى العلم إلّا بذلك ؛ إذ قول غير المعصوم قد لا يفيد الظنّ ، ولو أفاده فقد لا يقنع المكلّف به خصوصا مع قوله تعالى : (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ) (٤).
فبقي أن يكون الإمام الحافظ للشرع يجب أن يكون معصوما.
__________________
(١) وهي مختصّات النبيّ عليهالسلام. انظر : المبسوط في فقه الإمامية ٤ : ١٥٢ ـ ١٥٥ (كتاب النكاح). شرائع الإسلام ٢ : ٤٩٧ (كتاب النكاح).
(٢) في «أ» : (اللفظي) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) من «ب».
(٤) الحجرات : ١٢.