بيان الملازمة : أنّه قد ثبت في المقدّمتين المذكورتين في الدليل السابق : كلّ إمام مهتد دائما ، فلو كان الإمام غير معصوم لصدق : بعض الإمام ليس بمهتد بالفعل.
والدائمة والمطلقة العامّة تتناقضان (١) ، فيلزم اجتماع النقيضين ، هذا خلف.
لا يقال : هذا المحال لزم من المجموع من حيث هو مجموع ، لا من مقدّمة واحدة هي أنّ الإمام ليس بمعصوم في الجملة ، واستلزام المجموع للمحال لا يلزم منه [استلزام] (٢) أحد أجزائه لذلك ، فإنّ كلّ واحد من النقيضين قد يكون ممكنا ، والمجموع من حيث هو محال.
لأنّا نقول : إذا كان أحد النقيضين صادقا بالفعل ، كان صدق الآخر مستلزما لاجتماع النقيضين ، [فيكون مستلزما للمحال] (٣) ، فيكون محالا.
والتقدير صدق المقدّمة الأولى ، وهي قولنا : الإمام مهتد دائما.
الثامن والستّون : علّة وجوب الاتّباع كون المتبوع مهتديا ، وهو ظاهر ، وفي هذه (٤) كالتصريح به. ولأنّ الوصف الذي لم يكن علة في الحكم لم يحسن ذكره ، [ولو حسن ذكره] (٥) يجب الحكم بكونه علّة.
لكنّ هنا كذلك ، فإنّ [قوله] (٦) تعالى : (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (٧) لو لم يكن علّة لم يحسن ذكره ، لكنّه حسن ، فيكون علّة ، فإن انتفى
__________________
(١) تجريد المنطق : ٢٥. القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية : ٣٩٢ ـ ٣٩٣.
(٢) في «أ» : (اختلاف) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) من «ب».
(٤) أي الآية : (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (يس : ٢١) المتقدّمة في الدليل الرابع والستّين من هذه المائة.
(٥) زيادة اقتضاها السياق.
(٦) في «أ» : (كونه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) يس : ٢١.